منتديات & فارس & الشرقاوى
أهلا وسهلا بكم في منتديات همسة حنين
إذا كنت زائرا تفضل بالتسجيل
وإذا كنت عضوا فتفضل بالدخول
منتديات & فارس & الشرقاوى
أهلا وسهلا بكم في منتديات همسة حنين
إذا كنت زائرا تفضل بالتسجيل
وإذا كنت عضوا فتفضل بالدخول
منتديات & فارس & الشرقاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات فارس الشرقاوى
 
الرئيسيةموقع ومنتديات هأحدث الصورالتسجيلدخول
كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام وأنتـــــــــــــــــــــــــــــــــم بخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير

 

 الحج وعالمية الإسلام ووحدة الأمة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو معاذ الهندي
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 19/11/2009

الحج وعالمية الإسلام  ووحدة الأمة Empty
مُساهمةموضوع: الحج وعالمية الإسلام ووحدة الأمة   الحج وعالمية الإسلام  ووحدة الأمة I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 19, 2009 1:26 pm

*
[b]الحج وعالمية الإسلام


الحج أحد الفرائض التي تدل على عالمية الإسلام وتحث على وحدة الأمة وذلك يتضح لمن قرأ ويقرأ نصوص الحج في القرآن والسنة وهذه بعض الشواهد التي تدل على ذلك : ـــ
أولاً : ــ في حديث القرآن الكريم عن الحج :
1- لك أن تقرأ معي قول الله عز وجل في آيات الحج ({إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {25} الحج
وفي ذلك يقول الشهيد سيد قطب في الظلال
وكان ذلك فعل المشركين من قريش : أن يصدوا الناس عن دين الله وهو سبيله الواصل إليه ، وهو طريقه الذي شرعه للناس ، وهو نهجه الذي اختاره للعباد وأن يمنعوا المسلمين من الحج والعمرة إلى المسجد الحرام كما فعلوا عام الحديبية وهو الذي جعله الله للناس منطقة أمان ودار سلام ، وواحة اطمئنان . يستوي فيه المقيم بمكة والطارئ عليها . فهو بيت الله الذي يتساوى فيه عباد الله ، فلا يملكه أحد منهم ، ولا يمتاز فيه أحد منهم : { سواء العاكف فيه والباد } .
ولقد كان هذا المنهج الذي شرعه الله في بيته الحرام سابقاً لكل محاولات البشر في إيجاد منطقة حرام . يلقى فيها السلاح ، ويأمن فيها المتخاصمون ، وتحقن فيها الدماء ، ويجد كل أحد فيها مأواه . لا تفضلاً من أحد ، ولكن حقاً يتساوى فيه الجميع . وفي الدر المنثور للسيوطي
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { سواء } يعني شرعاً واحداً { العاكف فيه } قال : أهل مكة في مكة أيام الحج { والباد } قال : من كان في غير أهلها من يعتكف به من الآفاق ، قال : هم في منازل مكة ، سواء ، فينبغي لأهل مكة أن يوسعوا لهم حتى يقضوا مناسكهم .
والمقصود أن نلاحظ عمومية الخطاب القرآني ههنا فهو للناس جميعاً .

2- ثم اقرأ معي الآية التي تليها قال الله تعالى {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27}الحج

فإن نفس المعنى وهو عموم الخطاب لكل الناس هو معنى منصوص عليه في الآية ويؤيده تنفيذ سيدنا إبراهيم لمطلوب الله منه فنادى في الناس كل الناس مع أنه ما يؤمن بإبراهيم إلا أفراد عائلته .

ونفهم أيضاً من لفظة الآذان أنه السماح والإذن وكأن الأمر كان متوقفاً على مجرد الإذن فهو اخبار لما هو مركوز في الفطرة وهو تذكير بما استودع في فطر الناس كل الناس من الاستجابة لهذا الآذان إذا أدي بطريق صحيح ،

3- وقال الله تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96}فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {97}آل عمران
يقول الشهيد سيد قطب في الظلال
وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
يلفت النظر - في التعبير - هذا التعميم الشامل في فرضية الحج : { على الناس } . . ففيه
أولاً إيحاء بأن هذا الحج مكتوب على هؤلاء اليهود الذين يجادلون في توجه المسلمين إليه في الصلاة . على حين أنهم هم أنفسهم مطالبون من الله بالحج إلى هذا البيت والتوجه إليه ، بوصفه بيت أبيهم إبراهيم ، وبوصفه أول بيت وضع للناس للعبادة . فهم - اليهود - المنحرفون المقصرون العاصون! وفيه

ثانياً إيحاء بأن الناس جميعاً مطالبون بالإقرار بهذا الدين ، وتأدية فرائضه وشعائره ، والاتجاه والحج إلى بيت الله الذي يتوجه إليه المؤمنون به . . هذا وإلا فهو الكفر . مهما ادعى المدعون أنهم على دين! والله غني عن العالمين . فما به من حاجة - سبحانه - إلى إيمانهم وحجهم . إنما هي مصلحتهم وفلاحهم بالإيمان والعبادة . .
ثانياً : في حديث السنة عن الحج :

1- عالمية الخطاب في حجة الوداع
قال ابن إسحاق رحمه الله
(أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت، فمن كانت عنده أمانة فليردها لمن ائتمنه عليها، ألا إن كل شئ من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي، وإن أول دمائكم أضع، وفي رواية: وإن أول دم أضع من دمائنا دم ربيعة، وفي رواية: دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني سعد بن بكر فقتلته هذيل .
وعند ابن إسحاق، والنسائي، في بني ليث فقتلته هذيل، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية، وإن كل ربا موضوع، ولكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قضى الله أنه لا ربا، وإن أول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله.

أما بعد أيها الناس الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه إن يطمع فيما
سوى ذلك فقد رضي بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم.

أيها الناس إن النسئ زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا يحلونه عاما، ويحرمونه عاما، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، وفي رواية (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاثة متوالية: ذي القعدة وذي الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان).

(أما بعد أيها الناس: اتقوا الله واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهم شيئا وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله).
وفي رواية (بكتاب الله، ولكم عليهن حق، ولهن عليكم حق، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، وعليهن ألا يأتين تفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين فلهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.

فاعقلوا أيها الناس قولي - فإني قد بلغت - وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي أبدا - إن اعتصمتم به - أمرين، وفي رواية أمرا بينا كتاب الله عز وجل وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

أيها الناس اسمعوا قولي واعقلواه، تعلمن أن كل مسلم أخ لمسلم، وفي رواية: أخو المسلم وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس، فلا تظلمن أنفسكم واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله عز وجل ومنا صحة أولي الأمر، وعلى لزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم، ومن تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ويشتت عليه ضيعته، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له، ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه، ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة، فرحم الله امرأ سمع مقالتي حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه وليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، أرقاءكم أرقاءكم أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، فإن جاء بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله، ولا تعذبوهم، أوصيكم بالجار - حتى أكثر - فقلنا إنه سيورثه.

أيها الناس: إن الله قد أدى لكل ذى حق حقه، وإنه لا يجوز وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، العارية مؤداة، والنحلة مردودة، والدين مقضي والزعيم غارم.
أما بعد: فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من ها هنا عند غروب الشمس حتى تكون الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها.
هدينا مخالف هديهم، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها.
أيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ ، كُلكُّمْ لآدمَ، وآدمُ من تُراب أَكرمُكُمْ عندَ ، اللهِ أتْقَاكُمْ وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلاّ بالتّقْوىَ، أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ، اللّهُمّ اشهد" قَالُوا: نَعَمْ قَال: فلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ،

ومن دلالات العالمية للإسلام في هذه الخطبة ما يلي
1- نداء النبي للمخاطبين جاء عاماً بيا أيها الناس تماماً مثل خطابات القرآن في هذه الفريضة وقد تكرر هذا النداء عدة مرات في الخطبة ، بل لم يرد أي نداء أخر في كل روايات الخطبة .

2- القضايا التي نادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة تهم الإنسانية كلها وتلبي حاجتهم الفطرية سواءً في ذلك المسلم والكافر ، العربي والعجمي ، الأبيض والأسود .

3- تنوع الموضوعات التي نادى بها رسول الله صلي الله عليه وسلم بما يلبي حاات العالم من روحية واخلاقية واقتصادية وسياسية واجتماعية وأسرية.

4- القضايا الت اهتم بها رسول الله صلي الله عليه وسلم قضايا كلية مما يؤدي للاتفاق عليها .

5- في الخطبة تذكير بأصل الخلقة أيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ ، كُلكُّمْ لآدمَ، وآدمُ من تُراب.

6- جعل أساس التفاضل بين الناس ليس اللون ولا اللغة ولا العرق ولا اللون ولا الوطن إنما التقوى أَكرمُكُمْ عندَ ، اللهِ أتْقَاكُمْ وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلاّ بالتّقْوىَ، أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ، اللّهُمّ اشهد" قَالُوا: نَعَمْ قَال: فلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ.


7- طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الحضور بلاغ الغائب مما يدل على عموم البلاغ .

وهذه العالمية التي دلت عليها نصوص القران والسنة في الحج ازدحمت بها أيضا نصوص القران والسنة في عمومها
أولاً: من القرآن الكريم:
أ-النصوص الصريحة: قوله تعالىSadتَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) الفرقان:1. وقوله تعالىSadوَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) سبأ:28. وقوله تعالىSad قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) الأعراف:158. وقوله تعالىSad وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)آل عمران:85. وقوله تعالى عن القرآن الكريم الذي أوحاه للنبي صلى الله عليه وسلمSadأُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)الأنعام:90. (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) الفرقان:1.(وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) القلم:52.(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) صّ:88-87.
ب-الأدلة العقلية:
أ- دعوة غير العرب: جاء في القرآن الكريم دعوة الكفار سواءُ كانوا من العرب أو غير العرب، من:المشركين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وبيّن لهم أن الدين الحق الذي هو الإسلام لا يقبل الله تعالى سواه، قال تعالىSadوَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران:85. وقد تجاوزت رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى إلى جميع الناس، كما لم تقتصر على عالم الإنس، بل تعدت ذلك إلى عالم الجن، يقول تعالىSadقُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً) الجن:1، ويقول تعالىSadوَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)الأحقاف:29-31.
ب- النداءات العامة في القرآن الكريم: إنّ القرآن الكريم كثيراً ما يوجه النداء والخطاب إلى الناس غير مقيد بشيء، وهذا دليل واضح على أن توجيهاته تعمّ النّاس جميعا، وهذا دليل على أن الإسلام لجميع البشر بل للإنس والجن. وأمثلة ذلك قوله تعالىSadيَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة:21، وقولهSadيَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة:168، وقولهSmileيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)النساء:1، وقولهSadيَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)النساء:170، وقولهSadيَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) النساء:174، وقوله: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)الأعراف:158، وقولهSmileيَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) يونس:57، وقولهSmileقُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ)يونس:108. وقولهSadيَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)الحج:1. وقولهSadقُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ)الحج:49.
ج- عالمية التشريعات والأحكام القرآنية: لمّا كانت رسالة الإسلام عالمية فإنه يعتمد في جميع أحكامه وتشريعاته وأنظمته على طبيعة الإنسان التي يتساوى فيها الناس جميعا، ومن هنا فلن يجد فيها المرء أي طابع إقليمي، أو طائفي، إنّها العالمية التي تناسب الإنسان وفطرته وطبيعته. وتناسب أوضاعه المعيشية في كل زمان ومكان.يقول الله تعالىSadإِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) النساء:58.
د- محاربة القرآن الكريم لدعاوى التفرقة بين الناس: إنّ الإسلام بمبادئه حارب النزاعات الإقليمية والطائفية، فالإسلام لا يفرق بين أبيض و أسود ولا بين جنس وآخر، بل ينبذ العنصرية والطائفية، والمعيار الوحيد للتفاضل بين الناس هو التقوى، قال تعالىSadيَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات:13.
ثانياً:من السنة النبوية المطهرة:
أ- قوله صلى الله عليه وسلم موجها الخطاب إلى قومه:"والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة ".(رواه أحمد في المسند 2/66، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/302 وقال رواه أحمد ورجاله ثقات).
ب- إرساله صلى الله عليه وسلم السفراء إلى جميع الزعماء والملوك، فبعث سفراءه يحملون كتبه إلى قيصر الروم، وكسرى فارس، وعظيم القبط، وملك الحبشة، والحارث بن أبي شمرا الغساني ملك تخوم. وبعث الرسل ومعهم الكتب منه صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء دليل قاطع على عالمية رسالة الإسلام التي جاء بها صلى الله عليه وسلم.انظر رسائله عليه الصلاة والسلامSadصحيح البخاري كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله جل ذكره إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، رقم7، 1/7-9، صحيح مسلم، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام،1772، 3/1396، مسند أحمد 1/263، تاريخ الطبري 2/295).
ج- ما روى جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ثم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة".(صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله جل ذكره إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، رقم 328، 1/128، وروى قريبا منه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم521،1/370)
د- إخباره بأنه رحمة مهداة للناس:روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ثم يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة ".(رواه الحاكم في المستدرك 1/35،رقم 100، وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي، وذكر الهيثمي رواية أخرى في مجمع الزوائد،وهي:"إنما بعثت رحمة مهداة" ثمّ قال:رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح،كتاب الإيمان،8/257).
هـ- ما أخبر به صلى الله عليه وسلم أنه سيد الناس جميعا، روى عنه أبو هريرة رضي الله عنه فقال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنا سيد ولد آدم ولا فخر".(رواه الحاكم في المستدرك، رقم4625، 3/133، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وروى مثله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، رقم 4189، 2/660، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).ورواه الترمذي عن أبي هريرة بلفظ:"ثمّ أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع".(انظر سنن الترمذي:كتاب الطهارة:باب التخيير بين الأنبياء، رقم 4673،4/418) . بين عالمية الإسلام والعولمة الدكتور صالح الرقب










• الحج ووحدة الأمة
• وحدة الزمان
قال تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة197
إن أيام الحج جعلها الله عز وجل علامة على وحدة المسلمين ففيها يجتمع المسلمون على الحج وهي أيام مضيقة لا قضاء لها في غيرها من سائر الأيام ففريضة الحج ليست كبقية الفرائض الشرعية أداء وقضاء ومن هنا وجب علي المسلمين أن يؤدوها في أشهر معلومة وأيام معدودة ولذا لابد للأمة أن تجتمع في خلال هذه الأيام ثم تبلغ الوحدة ذروتها في يوم عرفة إذ يجعله النبي صلي الله عليه وسلم ركن الحج الأعظم فيقول (الحج عرفة ) ففي هذا اليوم يجتمع المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في هتاف واحد وفي صعيد واحد بلغة واحدة داعين ربا واحدا وهذه أعظم مظاهر الوحدة

ليست هنالك شعيرة من شعائر الإسلام يتمثل فيها معنى الوحدة كما يتمثل في شعيرة الحج، حيث القبلة الواحدة والزي الواحد والرب الواحد والهتاف الواحد، والتجمع الرهيب المهيب يوم عرفة.

يقول الشيخ الغزالي ــ رحمه الله ــ : إن مناسك الحج تنمية لعواطف المسلمين نحو ربهم ودينهم، وماضيهم وحاضرهم، ويكفي أنها تجمعهم من أطراف الأرض شعثا غبرا لا تفريق بين ملك وسوقة، ولا بين جنس وجنس، ليقفوا في ساحة عرفة في تظاهرة هائلةٍ، الهُتافُ فيها لله وحده، والرجاء في ذاته، والتكبير لاسمه، والضراعة بين يديه، فقر العبودية ظاهر، وغنى الربوبية باهر، ومن قبل الشروق إلى ما بعد الغروب لا ذكر إلا لله، ولا طلب إلا منه سبحانه[11].

إن هذه الحشود المتكاتفة يمكن أن تُكَون مظاهرة متلاطمة الأمواج، الهتاف فيها ليس لبشر، إنما الهتاف فيها لرب الأرض والسماء، لا يملأ أذنيك إلا طنينٌ ضخم من كل ناحية بين تلبية وتكبير وتقديس وتمجيد، الحناجر تنشق بالهتاف لله وحده طلبا لرضاه، وانتظارا لجداه، ورغبة في ثوابه، ورهبة من عقابه[12].

وفي موسم الحج تلتقي مكة بالوفود المقبلة من كل فج عميق، تلتقي بأفراد الإنسانية الموحدة المهتدية المحبة لله وللمسجد الأول أبي المساجد في القارات كلها تتصافح الوجوه وتتعارف النفوس على تلبية النداء الصادر بحج البيت، النداء الذي صدر من قديم، وزاده الإسلام قوة ووحدة[13].

ويوم عرفة فريد في معناه ومظهره، لا تسمع فيه إلا تأوهات التائبين، وأنين الخاشعين، وضراعة المفتقرين، إنها الإنسانية المستجيرة بربها، النازلة بساحته مؤملة في خزائن لا تنفد، وعطف لا يغيض[14].

وذلك أن الحاج إنسان متبتل إلى الله، متلهف على رضاه، متطلع إلى مثوبته، متخوف من عقوبته، يتحرك كل شيء في بدنه بمشاعر الشوق والرغبة والحب، ولا أعرف تجمعا أهلا لرحمة الله ومغفرته كهذا التجمع الكريم[15].

[11] مائة سؤال: 85.
[12] الخطب: 1/229.
[13] فن الذكر والدعاء: 112.
[14] علل وأدوية: 156.
[15] فن الذكر والدعاء: 109.
*وحدة المكان
ووحدة المكان الذي تؤدي فيه شعائر الحج مظهر آخر من مظاهر وحدة هذه الأمة فكل العبادات الاخري ممكن أن تؤدى في أي مكان إلا الحج فلا يؤدي إلا في بلد الله الحرام .ففضلا عما في هذا من اظهار لكرامة المسجد الحرام فهو أيضا رمز لوحدة الامة في قبلتها وحجها تهفو اليه القلوب علي مدي التاريخ .
{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ {26} وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27}الحج
وقال تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {97}آل عمران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الثريا
مراقب عام
مراقب عام
الثريا


عدد المساهمات : 822
تاريخ التسجيل : 13/05/2009

الحج وعالمية الإسلام  ووحدة الأمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحج وعالمية الإسلام ووحدة الأمة   الحج وعالمية الإسلام  ووحدة الأمة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2009 9:06 am

الحج وعالمية الإسلام  ووحدة الأمة 652-Jzaak-AbeerMahmoudالحج وعالمية الإسلام  ووحدة الأمة 441-Allah
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحج وعالمية الإسلام ووحدة الأمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحج وحرمة المقدسات والدماء والأموال وربطها بالمسجد الأقصى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات & فارس & الشرقاوى :: المنتديات الإسلامية :: منتدى القران الكريم-
انتقل الى: